حوار بين اصابع اليد
حــوار بـيـن أصــابـع الـيـد الـخـمـســـة
حــدث خلاف بين أصـــابع اليد الخمســة ، كل واحد يريد أن يكون الأعظــم
فــوقف الإبهام ليعلــن :
إن الأمـر لا يحتاج إلى بحـث ، فإني أكاد أن أكون منفصلا عنكــم ، وكأنكــم جميعا تمثلــون كفة ، وأنا بمفردي أمثل كفة أخــرى ، إنكــم عبيد لا تقــدرون أن تقتربوا إلي .. أنا سيدكــم ، إني أضخــم الأصــابع وأعظمهـــا ..
في سخــرية .. انبرى السبابة يقـــول :
لو أن الرئاســة بالحجـم لتسلط الفيل على بني آدم وحسـب أعظـم منهم ، إني أنا السبابة ، الأصبــع الذي ينهى ويأمر ، عندما يشير الرئيس إلى شيء أو يعلن أمراً ، يستخدمنــي ، فأنا أولى بالرئاسة ..
ضحـك أصبــع الوسطى وهو يقــول :
كيف تتشاحنان على الرئاسة في حضرتي ، وأنا أطول الكل ، تقفون بجواري كالأقزام ، فإنه لا حاجة لي أن أطلب منكم الخضوع لزعامتي ، فإن هذا لا يحتاج إلى جدال ..
تحــمس البنصـر قائلا :
أين مكاني يا إخوة ؟ انظروا ! فإن بريق الخاتم يلمع في ، إني ملك الأصابع وسيدهم بلا منازع ..
أخيرا بدأ الخنصر يتكلم .. صمت الكل وفي دهشة :
ماذا يقــول هذا الإصبــع الصغير الخنـصر !؟ لقد قال :
اسمعوني يا إخوتي ، إني لست ضخما مثل الإبهام بل أرفعكم .. ولست أعطي أمراً أو نهيا مثل السبابة .. ولست طويلا مثل أصبع الوسطى بل أقصركم .. ولم أنل شرف خاتم الزواج مثل البنصر .. أنا أصغركم جميعا، متى اجتمعتم في خدمة نافعة تستندون علي ، فأحملكم جميعا :
عند ذلك أدرك الجميـع أن من يساعد الغير ويقف معهـم ، هو أكثر من يكسب الريادة ويستحـق الاحـترام